هناك ما يُسمّى بالرسالة في الحياة…
حين يكون كل إنسان مدركًا لرسالته في هذه الحياة، ويسير في طريقه نحوها، تكون الحياة رائعة، سلسة، تمضي بانسيابية نحو الهدف. وأي عقبة تعترضه في هذا الطريق، يستطيع تجاوزها بسهولة، وهكذا تمضي الأمور.
لكن، ومع ازدياد الوعي، يصل الإنسان إلى مرحلة مختلفة، وذاك ما اكتشفته عندما وصلت إلى دولة الإمارات الحبيبة. حينها أدركت أمرًا داخليًا يتعلق بالأعماق، بعد أن تعمّقت كثيرًا، ورفعت طاقة الأنوثة داخلي إلى درجة عالية ، لأدخل إلى الأعماق وأكتشف: ما هذا المحرك الداخلي الثابت باتجاه الرسالة؟ ولماذا لا يتغيّر؟
اكتشفت أنني سرت سنوات طويلة في اتجاه رسالتي بالحياة، بإتقان وروعة، وكنت راضيًا على المستوى الضميري، وملائكة النور من حولي أيضًا راضون. لكنني أدركت أن هناك شيئًا من الداخل، متصلًا بالوعي الخارجي، يدفعني لأتوقّف قليلًا وأرتقي أكثر بالرسالة.
الوعي يبلغ بصاحبه مرحلة لا يكتفي فيها برسالته، بل يطمح إلى المزيد، إلى العلو، إلى التطوير. هذا هو الشغف الحقيقي، النهم باتجاه الرسالة، وقد لمسته بقوة شديدة جدًّا. أيقنت حينها أن الإنسان، حين يسير في طريق رسالته، سيصل في مرحلة معينة من عمره إلى نقطة يريد فيها أن يرتفع أكثر، ويتوسع، وينجز أكبر.
وطبعًا، ما إن وعيت لهذا الأمر حتى بدأت الامتحانات تنهال عليّ من كل الجهات… ولكن – للأمانة – كانت ممتعة. أشعر بالامتنان، لأنني ضمن الرسالة، وأسعى للارتقاء بها، لأوسع وأنجز وأكبر. وكل العقبات بدأت تتلاشى، خاصة حين ألاحظ كيف يرى المحيطون بي الأمور.
الجميع يتساءل: كيف تسير أموري بهذه السلاسة؟! بعضهم يعتقد، من فهمهم الأرضي، أنني “شخص كبير” ولي علاقات كثيرة، ولذلك تسير أموري… أو يرون أن لا تفسير لذلك سوى “الحظ” أو المصادفة! لكنني، من أعماقي، أعرف الحقيقة… أعلم أن هناك حركة ملائكية، وأن هناك رسلًا خفيين، وتمكينًا إلهيًا.
وأقسم، لا توجد قوة في الكون تستطيع أن تمنعني، لأنني وصلت إلى التمكين. التمكين في التشافي، التمكين في الأمور الرسمية والإدارية، التمكين في العلاقات. حتى الناس الذين لا أعرفهم إلا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح لديهم حب وشغف لمساعدتي بأي شكل.
هذا هو التمكين الحقيقي. حتى الغرباء يلاحظونه… ومن يلاحظه فعلًا؟ هم الأقرب إليك، الذين يستغربون: “كيف لهذا الشخص أن يساعدك؟!”، ويقولون: “لماذا أنت تحديدًا؟!”. ولكن… إنه التمكين. تلك الرسل الخفية، الملائكة التي تستخدم هؤلاء الأشخاص لتوصيلي إلى غايتي.
ولماذا؟ لأن غايتي، في الأصل، نبيلة. أنا صاحب رسالة، وأسير بها، وأريد أن أرتقي بها. والمُدهش أن كل من حاولوا الوقوف في وجهي، من أصحاب النفوس السلبية، تلاشى وجودهم… رغم ما يملكونه من علاقات وقدرات، إلا أنهم لم يستطيعوا منعي!
لماذا؟ لأنهم يتحرّكون بحركة بشرية أرضية… أما أنا، فأتحرّك بحركة علوية سماوية ملائكية. ببساطة، خرجت من حولي وقوتي، إلى حول الله وقوته. خرجت من حول التشافي الذي أملك أدواته، وخبراته، ودراساته، وأبحاثه، واجتهاداته، إلى تشافي الله.
أدركت أن عليّ التسليم، وضعت ملفات التشافي على الرف، وسلّمت الأمر لتشافي الله. هذا الإدراك أضاء لي شيئًا في وعيي. حين تعمّقت أكثر، وتأمّلت أكثر، فهمت أن الخطأ الكبير هو أن يظن الإنسان أنه “أنهى رسالته”. لا… الرسالة لا تنتهي. بل عليك أن ترتقي بها دائمًا.
لكن هذا الارتقاء يحتاج إلى تمكين. والسبيل الوحيد لذلك هو أن تسير، وتتجاوز كل المطبات والعقبات. لأن هذه المطبات، عندما تظهر، تجعلك في حالتين: إما أن تراها سلبية جدًّا وتغضب، وتقول: “لماذا يحدث هذا معي؟!”… أو أن تختار وعيك، وتدرك أن هذه امتحانات.
أجل، الشيطان يأتيك في هذه اللحظة ويهمس: “أنا الذي شافيت مئات وآلاف الناس، وأعاني الآن؟!”. لكن هنا، يأتي الوعي ليذكّرك: “من تظن نفسك؟ نحن من أعطيناك طاقة التشافي، نحن من منحناك القدرة باسم الشافي، كي تداوي الناس، عن قرب أو عن بُعد… ولكن لا تنسَ، أن وراء ذلك إذنٌ بالعلو.”
الارتقاء بالوعي يجعل الإنسان يدرك الرسائل بسرعة. وأنا فهمت هذا فورًا… وجاءتني المكافأة مباشرة: أن أرتقي أكثر برسالتي. وسرت في هذا الطريق. وصدقًا وأمانةً، ما أُنجزه في أيام، يحتاج غيري فيه إلى سنوات… دون أي مبالغة.
سواء على المستوى الإداري، أو العلاقات، أو في “فتح الأبواب”… تفتح الأبواب دون جهد. لأنني فاهم وواعٍ أين أنا. وليس هناك أحد “منتظر” ليساعدني… بل قد يوقظك طفل، أو رسالة من حشرة بسيطة، قد تُلحق ضررًا، لكنها توقظك!
المهم أن ينتبه الإنسان، أن يعي، أن يأخذ القرار، وينطلق، ويكون مستعدًا للامتحان.
الامتحان، ثم الامتحان، ثم الامتحان…
إن ثبتّ فيه، وتمسّكت بنيتك الأصيلة، فإنك ستكون بحاجة قوية لطاقة الذكورة، بأعلى مستوياتها، كي لا تضعف عاطفيًا. ستقول: “سأكمل… سأصل… سأحقق ما جئت لأجله”. وحينها، ستشعر فعليًا أن كل شيء مُسيّر لك.
“ويسّرناه لليسرى”…
“وسخّرنا كل شيء لابن آدم”
تصل إلى مرحلة من التكريم والاكتفاء، وهذا يدفعك للتمسّك أكثر بمجال الوعي، كي ترتقي أكثر.
أحبتي وأصدقائي، أردت اليوم أن أنقل لكم هذه التجربة البسيطة، في الوعي، التي دمجتها مع الواقع المادي، ومع الأحداث السريعة التي حدثت حولي خلال أيام معدودة… نقلتها لكم.
ومن سيفهمها، وتُضيء في ذهنه، وفي قلبه، فستُحدث عنده نقلة كبرى في حياته.
مع خالص تمنياتي لكم بالسعادة، والحب، والوعي… من قلبي إلى قلوبكم. 🤍
