الطفل الداخلي
إن طفلنا الداخلي هو جزء قديم من أنفسنا يظهر على شكل عواطف وأفكار ومشاعر في مواجهة ظروف معينة تنشطه.
لقد تعرضنا جميععاً لجروح عاطفية في مرحلة الطفولة ولم نتمكن من حلها.
إذا لم يتم إصلاحها، تضرنا ونحن بالغين كبار، لأن النمو من الخارج مصدره من الداخل.
عندما يظهر طفلنا الداخلي، فإنه يأتي مع العالم العاطفي الذي لم يتم حله والذي شعرنا به.
وبالتالي، فمن الطبيعي أن نشعر في مواقف معينة بنفس الشعور الذي شعرنا به في ذلك الوقت. بنفس القدر من عدم الأمان والخجل والخوف والغضب.
هذه الجروح العاطفية التي لم يتم حلها تبقى في داخلنا، ومعهم الاحتياجات غير الملباة التي لم يكن لدى ذلك الطفل الصغير.
يحمل هذا الجزء منا نقاط ضعف طفولتنا.
من خلال مواجهة جروحنا والعناية بها، يمكننا تحرير أنفسنا من الأنماط السلبية، وتحسين احترامنا لذاتنا، وإقامة علاقات أكثر صحة وأصالة.
شفاء طفلك الداخلي من أجل الصحة العقلية الكاملة أمرًا ضروريًا للعناية بنفسك الحالية.
إن عملية الشفاء هذه، لا تسمح لنا بالتصالح مع ماضينا فحسب، بل تفتح أيضًا الأبواب لعيش حياة أكمل وأكثر وعيًا، مليئة بالبهجة والإبداع.
من خلال العلاج والتأمل والكتابة وممارسات الاستكشاف الذاتي الأخرى، يمكننا أن نتعلم الاستماع إلى ذلك الجزء الأساسي من أنفسنا والتحقق من صحته وحبه.
إن شفاء طفلنا الداخلي يمكّننا من مواجهة الحياة بمنظور جديد، وإيجاد التوازن والسلام الداخلي.
فاطمة الزهراء محاسن