يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ:
يوم خسوف القمر وليس يوم البعث كما علمونا و خوفونا منه بل هو نبأ الله الأعلى. لأنه الحياة الدنيا كلها يوم واحد، والله لم يقل ساعة القيامة بل يوم القيامة.
القيامة من كلمة القوم، أي القيامة في القومية، القيامة الداخلية، الدخول إلى الداخل، داخل الانسان.
ينطفئ القمر أي الخارج و تشتغل الأضواء بداخلنا.
فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ:
تفتح البصيرة، ينتقل بريق القمر إلى بريق البصر ويخسف القمر ليهيج المشاعر والنفس اللوامة.
وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ:
جمع بين الطاقتين فينا لكشف المستور و إحياء المكسور.
كل شخص بحسب نفسيته وحسب أفعاله و كارمته، تهيج الأنفس و تميل للخطأ بقوله تعالى:
يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ: و لكن الله سبحانه نبه و قال: كَلاَّ لا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ:
أي لا تخطأ بس ارجع لله واستقر، يوم القيامة قم لله الواحد الأحد.
يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ:
سوف تكشف على نفسك ما هو ضار وما هو نافع وسوف ينبأ بالقادم اذا كانت أعماله صالحة. نركز على (ما قدم وأخر ) أي حسب افعالك و نواياك هذا اليوم . هذا اليوم فرصة من الله لتحسين المسار و إحياء الأنفس، و استقبال ما نريد وما نقدم.
وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ:
و هذه الآية تأتي بعد قوله تعالى: (بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) و لو ألقى معاذيره أي حتى لو أخفى الشيء يظهر إما لك أو عليك.
لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِه إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ:
أي الصيام عن الكلام بهذا اليوم و جمعه و قر لله.
احفظ لسانك و قول قولاً حسن.
معنى القرآن: قر لله الآن اتلو آياته و إعمل بها ويأتي قوله تعالى:
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ:
أي ما على الله إلا الجزاء، سيريك اعمالك و صالحاتك.
كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ:
الإنسان يعجل و يستبق القول والفعل الغير حق و ينسى انه يرجع اليه أو عليه بما قدم.
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ:
اما من ينظر لله، فسوف يرى معجزاته.
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ:
عابسة كئيبة و ما يفعل بها بعد إلا الفقر.
كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ:
أي بلا إذا ارتقيت بالأسباب، قال الله من راق أي لمن الجزاء.
إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ:
أي الرجوع لله لتحيا الأنفس في هاذا اليوم.
فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى:
أي الناس غافلة و لا احد يأذي الصلاة اي التواصل مع الله.
ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى:
اي بكل خسوف قمر لا يفقهون و يمتد عليهم الوقت و العمر بغير جدوى.
أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى:
أي أولى لك أن تكسب الوقت و ترتقي. و كله لصالحك لانه الله غني عنك و عن اعمالك
أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى:
الانسان أو البشر اعتقد أن الله خلقنا وتركنا بالأرض سدى وهباء وجعل لنا كتاب فقط لنقرأه و نتلوه كل ما سنحت الفرصة.
ولكن بلا القرآن هو الرجوع لله وطلب الآيات والرقي في الأسباب والترقي في المناصب.
يوم خسوف القمر هي فرصتنا للفرمتة، فرصتين في السنة لخلق قدرك بنفسك والتنبؤ بما تحب و ترضى.
ولهذا نبهنا من عمل السحر لأنه يتشبث بالضحية. من عمل خيرا وجده و من عمل شرا وجده.
دعاء يوم القيامة: أي يوم الخسوف
اللهم صدقنا و نبؤنا، تولنا ربنا وإليك المصير.
اللهم إليك رجعنا والى قرآنك سمعنا و أطعنا إنك أنت الرحمن الرحيم.
اللهم إنا كنا علقة فخلقت فسويت فجعلت منا الذكر والأنثى إنك أنت القادر على أن تحيي الموتى
اللهم احينا بقدرتك و تممنا بنورك و اهدنا بهداك واغننا عن العالمين انك انت السميع العليم
فاطمة الزهراء محاسن